| المرأة والتصوف ومكانتها |
| إن للمرأة في عالم التصّوف مكانة هامة فقد حفل تاريخ التصوف بنماذج من النساء الزاهدات المتصوفات لعل أشهرهن رابعة العدوية . فتاريخ التصّوف هو مزيج من النساء والرجال . وحينما ننظر لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة فالمرأة ليست فقط بالنسبة للرجل الزوجة أو المتعة ولكن أيضاً الأم والأخت والبنت وهي بالمعنى الواسع الإنسانة وكذلك الرجل هو الزوج والأب والأخ والإبن وهو بالمعنى الواسع الإنسان وقد قلنا من قبل إن من أسباب عظمة الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان أنه خاطب الإنسان كله ولاشك أن صلة الرجل بالمرأة كانت مثار جدل في مجتمع الحضارات وفى جميع الأزمنة وما نراه اليوم من ظلم شديد للمرأة في بعض المجتمعات المتقدمة وإساءة إلى إنسانيتها هو رد فعل لفترة كان ينظر فيها للمرأة نظرة ناقصة متخلفة . وحينما بعث الله رسوله فى شبه جزيرة العرب كانت المرأة سلعة تباع وتشتري وتوأد مخافة الفقر، ولم يكن هذا في شبه جزيرة العرب فحسب بل كانت محاور مؤتمرات البيزنطيين والفرس والرومان : هل المرأة إنسان أم حيوان أم شيطان أم أنها شرّ لابد منه ؟ وعرفت تلك العصور مايسمي بملابس العفاف التى يضع الزوج على ملابس زوجته من خلالها قفلاً يحكم إغلاقه بنفسه ليعرف هل خانته مع غيره أم لا ؟! وفي الشرق كانوا يحرقونها فإذا مات فلا داعٍ لحياتها ولتدفن مع زوجها فهي سلعة تابعة للرجل أينما ذهب ، وجاء الإسلام فأنصف المرأة وأعطاها كرامتها كإنسان ولم يكن ذلك كردة فعل لما مضى أو كما يقال في الفيزياء لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار معاكسٍ له في الاتجاه ولكن عالجها من منطق حاجة كل من الرجل والمرأة للآخر. ثم جاءت الثورة الصناعية وتمردت المرأة على القوانين وعلى كل الماضى وبحثت عن حريتها وطالبت بمساواتها بالرجل. |
عدل سابقا من قبل Admin في السبت ديسمبر 05, 2009 2:34 am عدل 2 مرات (السبب : تكبير)
